28/09/2023
باريسا كوكبي تتحدث عن مسيرتها المهنية في مجال البناء مع مجلة Building

تتضمن صناعة البناء مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأدوار - ولكن ما لم تكن من الداخل، فقد يكون من الصعب معرفة كيفية الدخول إلى هذا المجال، ناهيك عن التقدم إلى القمة.
تحدثت باريسا كوكبي، مساعدة مستشارة التكاليف في شركة كوري آند براون، مع مجلة "بيلدينغ" لتسليط الضوء على هذا الموضوع. شاركت باريسا تجربتها في دخول هذا المجال ونصائحها للراغبين في بدء مسيرتهم المهنية، وذلك ضمن سلسلة "طريقي إلى عالم البناء" التي تنشرها المجلة.
اقرأ المقابلة الأصلية في مجلة Building .
1. منذ متى تعمل وما هي وظيفتك الحالية؟
ست سنوات كمساح كميات محترف في القطاع العام في شركة Currie & Brown.
٢. ما هي طموحاتك المهنية الأولى؟ هل كنت ستُفاجأ بما تفعله الآن وأنت في السادسة عشرة من عمرك؟
كنتُ مهتمًا بشكل عام بالعلوم والرياضيات في المدرسة، لكنني استمتعتُ أيضًا بالإبداع في الفنون والموسيقى واللغات. نتيجةً لذلك، وجدتُ صعوبةً في اختيار مسارٍ مهنيٍّ يناسب اهتماماتي الواسعة. بعد التشاور مع عائلتي ومعلميّ ومستشاري التوجيه المهني، اخترتُ دراسة الجيولوجيا في جامعة إدنبرة، إذ أتاحت لي هذه الدراسة فرصةً للتعلم العملي والمختبري على حدٍ سواء. كان هذا مهمًا بالنسبة لي، فأنا أتعلم بشكل أفضل من خلال الممارسة، وأستمتع عمومًا بالأنشطة الخارجية!
بعد التخرج، قررتُ اكتساب خبرة عملية. توقعتُ الانضمام إما إلى قطاع البناء أو النفط والغاز، إذ كانت هذه مسارات مهنية شائعة لخريجي علوم الأرض، إلى جانب مواصلة المسار الأكاديمي (الذي قررتُ أنه لا يناسبني).
3. متى بدأت التفكير في مهنة البناء ولماذا؟
طوال فترة دراستي الجامعية، كنا ندرس سيناريوهات في قطاعات مختلفة، بما في ذلك قطاع البناء. استمتعتُ بهذا الجزء من المقرر، وأصبحتُ مهتمًا بالعمل في قطاع البناء، مع أنني لم أكن أعرف الكثير عن مسح الكميات حتى بدأتُ البحث عن وظائف بعد التخرج. بعد البحث عن المسار المهني، قررتُ أنه قد يكون مناسبًا لي، إذ يناسب اهتمامي بالعمل في هذا القطاع، والمشاركة في مشاريع شيقة، والقدرة على التعلم العملي من خلال حضور اجتماعات المشاريع والتواجد في الموقع بانتظام.
4. من أو ما الذي ساعدك في الوصول إلى ما أنت عليه اليوم؟
لم يكن مساري في مجال مسح الكميات تقليديًا، فقد كنت أول فرد في عائلتي يعمل في قطاع البناء، ولم تكن لديّ أي معرفة أو خبرة سابقة. ومع ذلك، ساعدتني مؤهلاتي المدرسية والجامعية على اكتساب مهارات التعامل مع الآخرين، بالإضافة إلى مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي. كما عملت بدوام جزئي إلى جانب دراستي في وظائف متنوعة في قطاع الضيافة، مما عزز ثقتي بنفسي وقدرتي على العمل تحت الضغط وضمن فريق. أعتقد أن هذه المهارات القابلة للتحويل تُساعدني بشكل كبير على التكيف مع أي مسار وظيفي.
5. هل ساعدك اختيارك للمواد/المؤهلات في التعليم في الحصول على وظيفة في هذا القطاع أم أعاقك؟
لا أعتقد أن مؤهلاتي أعاقتني بأي شكل من الأشكال. لدى كوري آند براون برنامج ممتاز للخريجين/الطلاب غير المتخصصين، يقدم درجة دراسات عليا ممولة بالكامل في مسح الكميات، إلى جانب وظيفة بدوام كامل. ساعدني هذا على فهم أعمق لنظريات البناء وتطبيقها في عملي اليومي.
6. هل كان عليك التغلب على أي حواجز أخرى للوصول إلى ما أنت عليه اليوم؟
كان الانتقال من غلاسكو إلى لندن لشغل أول وظيفة لي بعد التخرج في شركة كوري آند براون فرصةً مُرهِقةً للأعصاب، لكنها في الوقت نفسه مثيرة. غادرتُ منطقة راحتي، حيث كنتُ أقضي وقتًا ممتعًا مع أصدقائي وعائلتي، لأجد نفسي فجأةً لا أعرف أحدًا، وأضطر لبناء علاقات جديدة. في البداية، وجدتُ صعوبةً في التنقل في لندن، خاصةً وأنني امرأةٌ شرق أوسطية من غلاسكو، أعمل في قطاعٍ يهيمن عليه الرجال. لكن، بمساعدة زملائي وزيارات الأصدقاء والعائلة المتكررة، بدأتُ أستمتع بلندن يومًا بعد يوم، ولم أنسَها أبدًا!
7. ما الذي تعرفه الآن عن الصناعة والذي كنت تتمنى أن تعرفه عندما كنت في المدرسة؟
أتمنى أن أعرف المزيد عن صناعة البناء بشكل عام، وأن تكون هناك فرص عمل داخل الصناعة يمكنني متابعتها بصدق كامرأة.
8. ما الذي فاجأك في الصناعة باعتبارك مبتدئًا؟
لقد فوجئتُ بتنوع المشاريع التي عملنا عليها داخل الشركة، من الجسور والطرق السريعة إلى الفنادق والمكاتب والمستشفيات والمدارس. وأعجبني أن العديد من المشاريع كانت مشتركة بين فرق مختلفة، مثل مديري المشاريع ومساحي الكميات ومساحي المباني.
ضمن هذه الفرق المختلفة، اكتشفتُ أن زملائي في كوري وبراون ينحدرون من خلفيات متنوعة، كالعمارة والهندسة والقانون والاقتصاد والجغرافيا والفلسفة. هذا ما أراحني، إذ كنتُ أيضًا من خلفية أكاديمية مختلفة. كما جعلني أدرك أنني أستطيع التخصص والنجاح في هذه المهنة.
وأخيرًا، فوجئت بمستوى الدعم الذي كانت شركة Currie & Brown مستعدة لتقديمه لتمكيني من النمو والنجاح في مسيرتي المهنية.
9. ما هي أفضل وأصعب أجزاء وظيفتك؟
مع مرور الوقت، عملت على مجموعة متنوعة من المشاريع الصغيرة والكبيرة، وتواصلت مع عملاء ومقاولين وأعضاء آخرين في فريق المشروع. كل مشروع يختلف تمامًا عن الآخر، وأستمتع بالتحدي الذي يفرضه. كما أشعر بالسعادة عندما أعلم أنني أضيف قيمة إلى المشاريع بالخبرة والمعرفة التي اكتسبتها حتى الآن، وأنني أستطيع إدارة مشاريعي بثقة والحفاظ على علاقات جديدة وبناءها. حضرتُ مؤخرًا اجتماعًا نسائيًا حول أحد مشاريعي، ضمّ عملاء وأعضاء فريق المشروع، وكان من الرائع أن أكون جزءًا منه.
بفضل عملي، سافرتُ إلى مدن عديدة خارج لندن، بالإضافة إلى ضواحيها الداخلية والخارجية. يعجبني أن أشاهد مشروعًا يتطور من الورق إلى واقع ملموس، ويسعدني أن أعثر على مشاريع سابقة وأعرف أنني كنتُ جزءًا من الفريق الناجح الذي نفذها.
في بداية دخولي هذا المجال، وجدتُ صعوبةً في إيجاد صوتي في قطاعٍ يهيمن عليه الرجال. مع ذلك، أدركتُ مع مرور الوقت أن هذا أمرٌ شائعٌ لدى المبتدئين، وأن الثقة تزداد مع الخبرة. ومن الرائع أيضًا رؤية المزيد من النساء في مناصب عليا في هذا المجال وداخل شركتي، وأنني أعلم أنني أستطيع تحقيق ذلك أيضًا في المستقبل.
10. بالنسبة لشخص قادم من خلال النظام المدرسي الآن، ما هي نصيحتك بشأن اختيار مهنة مرتبطة بالبناء؟
قطاع البناء زاخر بالفرص. هناك فرص رائعة للمشاركة في مشاريع تُثير حماسك وتُساعدك على تطوير مسيرتك المهنية. قد يكون التعلم والعمل في الوظيفة مُرهقًا في البداية، لكن الجميع في نفس الموقف، لذا لا تُقسِم نفسك! استمر في طرح الأسئلة وادفع نفسك للخروج من منطقة راحتك. ما هو الشيء الذي ستُغيّره لتسهيل العثور على وظيفة في قطاع البناء؟
أتمنى أن أرى المزيد من النساء ممثلات ومنخرطات في قطاع البناء من مختلف الخلفيات والمناصب، وأن أعرف تجاربهن وكيف انخرطن في هذا القطاع. أعتقد أن هذا كان سيساهم في تسريع وتعزيز خططي المهنية المستقبلية.